في شهر رمضان يتغير إيقاع الحياة اليومية، ويظهر التحدي في كيفية الحفاظ على الإنتاجية خلال الشهر. ما بين الصيام والعبادات والتجمعات العائلية وغيرها من النشاطات بالإضافة لتغير الروتين اليومي ونظام إدارتك لوقتك، قد تشعر بانخفاض تركيزك وصعوبة إنجاز المهام كما اعتدت.
لم يكن رمضان أبدًا شهرًا للكسل أو التسويف، بل هو فرصة لإعادة ترتيب أولوياتك وتحسين مهارات إدارتك لوقتك وطاقتك، لكن كل ما يتطلبه الأمر هو حس المسؤولية واستراتجيات عملية لتنجح في هذا.
في هذا المقال ستتعرف على هذه الاستراتجيات وكيف تستغلها في إحداث التغيير الذي تريده والخروج من رمضان ليس بحفاظك على إنتاجيتك وحسب بل وزيادتها أيضًا.
رغم أن الصيام فرصة فعالة للتنظيم وزيادة الإنتاجية وتعزيز الصحة النفسية والعقلية والبدنية فإنه يُشاع ارتباطه بانخفاض الإنتاجية نتيجة نقص الطاقة، فلماذا يحدث هذا رغم أنّه من المفترض حدوث العكس؟
هناك عدة أسباب وراء شعور الكثيرين بهذه الأعراض ومنها:
قلة شرب الماء والسوائل تؤدي إلى الجفاف مما يتسبب في الشعور بالتعب والصداع وانخفاض التركيز.
عدم الانتظام في النوم والسهر وقلة ساعات النوم يؤثر على وظائف الدماغ وبالتالي يزداد معه شعور الإرهاق طوال اليوم.
خلايا المخ تتغذى على سكر الجلوكوز وبالتالي فانخفاضه بمرور ساعات الصيام يؤدي إلى الشعور بالخمول والتشتت الذهني.
تناول أطعمة غنية بالسكريات والدهون بعد الإفطار يسبب ارتفاعًا مفاجئًا بما يعرف باندفاع السكر (Sugar Rush) يليه انخفاض سريع بما يؤثر على مستوى الطاقة ويؤدي إلى الخمول.
عدم ممارسة أي حركة أو رياضة خلال اليوم يؤدي إلى بطء الدورة الدموية وانخفاض نشاط الجسم.
استهلاك الكثير من الوقت أمام الشاشات أو وسائل التواصل يرهق العقل ويزيد التشتت وتراجع القدرة على التركيز، وهذا يسري كذلك على بقية أيام السنة.
Photo by Kevin Bhagat on Unsplash
زيادة شرب الماء والسوائل للحفاظ على ترطيب الجسم.
تناول وجبات متوازنة ومن الأفضل لو اتبعت السنة النبوية في الإفطار على تمرات ثم الانتظار لفترة قبل تناول الوجبة الرئيسية.
الحرص على النوم لعدد ساعات كافية وذات جودة.
الحركة بانتظام وممارسة الرياضة ولو لدقائق للحفاظ على النشاط والتركيز طوال اليوم.
ليس الأمر مستحيلًا لكنه بالتأكيد تحد ويحتاج إلى أن تمتلك حس المسؤولية والنية على الإلتزام والاستمرارية في الإلتزام بهذه العادات لتحقق النتائج المرجوة.
من هذه العادات:
مع تغير النظام في رمضان سيكون من الخطأ أن تتبع نفس جدولك المعتاد في الأيام العادية، فمستويات الطاقة ستختلف على مدار اليوم ومن الأفضل إذن أن تحدد أفضل الأوقات التي تكون فيها في أعلى مستويات طاقتك ونشاطك لتستغلها في إنجاز المهام الصعبة.
* حدد قائمة المهام اليومية مسبقًا وخصص ساعات النشاط للمهام الذهنية الثقيلة بينما الفترات الأقل طاقة للمهام الخفيفة.
✔ أفضل أوقات التركيز: بعد الفجر مباشرة، أو بعد الإفطار بساعتين.
✔ أفضل أوقات المهام البسيطة: فترة ما بعد الظهر، حين تكون الطاقة منخفضة.
Photo by Marten Bjork on Unsplash
ركز على إدارة طاقتك ولا تفكر في محاولة العمل لساعات طويلة، يمكنك استخدام تقنيات مثل البومودورو لإنجاز مهامك في دفعات مركزة تتخللها دقائق من الراحة، سيساعدك هذا في تقليل الإرهاق وزيادة الإنتاجية.
لا تجبر نفسك على العمل لفترات متواصلة حتى لا تُصاب بالإجهاد وتضطر للتوقف لفترات أطول بسبب الإجهاد، استمع لجسمك واستغل طاقتك بذكاء.
تأكد من الحصول على نوم جيد وتجنب قلة النوم كما يفعل الكثيرون في رمضان فهذا سيؤثر مباشرة على إنتاجيتك وتركيزك طوال اليوم.
نم مبكرًا قدر الإمكان وخذ قيلولة قصيرة بعد الظهر، يمكنك تحديد ساعات النوم متبعًا دورات النوم الصحية، لا يُشترط أن تنام ست ساعات متواصلة، لكن إن استطعت فعل هذا سيكون أفضل.
تجنب استخدام الشاشات الإلكترونية قبل النوم بساعة فهي تؤثر سلبًا على جودة النوم.
احرص على تهيئة بيئة هادئة ومريحة لنومك.
كما سبق وعرفنا، العادات الغذائية غير الصحية وما تأكله خلال وجبتي السحور والإفطار يؤثر بشكل مباشر على مستوى طاقتك ولهذا اهتم بـ:
تناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتين والكربوهيدرات المعقدة والدهون الصحية.
تجنب السكريات والوجبات الدسمة.
اشرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور للحفاظ على الترطيب والطاقة.
مع شعورك بانخفاض الطاقة تشكل وسائل التواصل إغراءً لتضييع الوقت لكن هذا يُضيع ساعات ثمينة من يومك لذا:
تأكد من إبعاد هاتفك أثناء العمل على مهامك أو اضبطه على وضع عدم الإزعاج.
استخدم تطبيقات لحجب المشتتات والمساعدة على التركيز.
خصص وقتًا يوميًا لتصفحي السوشيال ميديا بدل أن يكون استخدامك لها عشوائيًا.
لست مجبرًا على العمل المتواصل بل يجب أن تأخذ فواصل لراحة جسمك وتصفية ذهنك، يمكنك خلال هذه الفترات:
قراءة كتاب أو الاستماع إلى بودكاست مفيد.
ممارسة الكتابة الحرة لتفريغ أفكارك وترتيب ذهنك.
ممارسة التفكر أو تمارين التنفس العميق لتصفية الذهن.
Photo by Clay Banks on Unsplash
في رمضان تحتاج للتركيز على أولوياتك وتوفير الوقت ولفعل هذا عليك بالتخلي عن أي مهام غير ضرورية. يمكنك استخدم قاعدة 80/20 (مبدأ باريتو) عن طريق تركيزك على 20% من المهام التي تعطيك 80% من النتائج وقم بتفويض بعض المهام وتأجيل غير الضروري منها لما بعد رمضان.
لا أفضل من التحفيز الذاتي كمساعد للاستمرارية والحفاظ على الإنتاجية في رمضان ويمكنك تحفيز نفسك من خلال:
تحديد أهداف صغيرة والاحتفال بإنجازها.
مكافأة نفسك عند إتمام مهامك اليومية.
تهيئة البيئة التي تجعل عملك سهلًا ومنظمًا وتشجعك على الإنجاز بصورة أفضل.
رمضان فرصة عظيمة للإنجاز وبإمكانك الحفاظ على إنتاجيتك بل والعمل على زيادتها من خلال تعلم استراتجيات بسيطة ولست في حاجة للعمل لساعات طويلة بل الأمر سهل من خلال إدارة طاقتك بحكمة واتباع روتين يناسب نمط حياتك خلال الشهر المبارك.
هل سبق واستخدمت أي استراتجية مما ذُكر في المقال؟ ما أفضل استراتجياتك للحفاظ على إنتاجيتك خلال رمضان؟ شاركنا أفكارك في التعليقات.